مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

الأربعاء، 16 يونيو 2010

علمتني سمكة - إظهار عناية الله


كثر شر الإنسان على الأرض، فماذا فعل الله؟ أهلك العالم بماء الطوفان، ولم تنجو من ذلك العقاب الإلهيّ سوى أُسرة واحدة ألا وهى: أُسرة نوح وعددها ثمانية، ومن الحيوانات والطيور اثنين من بعض الأنواع وسبعة من الأُخرى.

لكنَّ السمك قد نجا كله بل حصل على ما لم يحصل عليه من قبل، إذ صار كل الكون ملكاً له يسبح في مائه كما شاء، لأنَّ المياة غطّت الأرض وطافت في كل مكان، وبذلك اتّسعت دائرة السمك ويبقى السؤال: لماذا لم تحصل الحيوانات والطيور القريبة من الإنسان على هذه الميزة، في حين أنَّ السمك البعيد عنه والذي يهرب منه نجا وازداد عدده؟

قصة

هبّت عواصف شديدة فتحطّمت السفينة، ولم يكن أمامه إلاَّ أن يسبح على بعض عوارض السفينة، ليستقر فى جزيرة مهجورة، هناك ركع يشكر الله الذى أنقذ حياته، ثم قام يبحث فى الجزيرة الصغيرة لَعلَّه يجد ماءً يشربه أو نباتاً يأكله، لكنّ دون جدوى فقد وجدها قفر بلا ماء ولا طعام.. وبروح الشكر بدأ " ماثيو " يجمع حطام السفينة ليصنع كوخاً، وكلَّما مر به فكر تذمّر يرفع عينيه إلى السماء ويُصلي، وفجأة هبّت عاصفة وبروق، وإذ كان في طرف الجزيرة الآخر لاحظ برقاً من السماء يضرب الجزيرة، ثم شاهد ناراً اشتعلت في الكوخ الذى صنعه! ضربات متتالية أوقفت تفكيره ولكن عندما يتوقّف الفكر يبدأ عمل الإيمان!! تطلّع " ماثيو " نحو السماء ولكنّه لم يعرف ماذا يقول؟ فصمت قليلاً ثم قال: إلهي أعلم أنَّك تُحبني ولكن هل لي أن أسألك: لماذا سمحت بهذا! صمت الله! ولكن كما قال صفنيا النبيًَّ: " يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ " (صفنيا17:3) فبعد ساعات قليلة جائت سفينة تسأل عنه! فلمَّا سأل قبطانها عن سبب وكيفية مجيئه، أجابه قائلاً: رأينا النار المشتعلة فأدركنا أنّك تطلب نجدة! فنظر " ماثيو " للرجل وقال: " كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ " (رو28:8)، ثم رفع عينيه نحو السماء وقال مع أيوب الصديق: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ " (أي2:24).

قصة

أقلعت الطائرة ولكن سرعان ما ارتبك المكان، فهناك مشاكل بالطائرة وعلى المسافرين ربط الأحزمة.. هكذا قالت المُضيفة!! فبدأ الاضطراب، وفجأة اهتزت الطائرة فازداد الخوف وعلا الصراخ! وكان بين المسافرين كاهناً لم يملك سوى الصلاة، وبينما الدموع تنهمر من عينيه، لاحظ فتاة صغيرة لا تبالى بشيء من حولها! لقد كانت تقرأ كتاب فى هدوء فريد!! وكلَّما كانت الطائرة تهبط تغلق عيناها ثم تفتحهما لتستكمل القراءة..

وقد كان وحصلت المعجزة واستطاع الطيّار أن يهبط بالطائرة!! فهرول الركاب بالنزول بينما أسرع الكاهن نحو الفتاة ليعرف سر شجاعتها فسألها: كيف احتفظتى بهدوئك ونحن نواجه موتاً؟! سأل الكاهن فى لهفة فردت الفتاة فى وداعة: لأنَّ أبي هو الطيّار!! وأنا مؤمنة أنَّه سيحملنى لبر الامان سالمة لأنَّه لا يسمح بهلاكي!


إنَّ عناية الله التي شملت الأسماك لازالت تشملنا، فهو يرعانا وملائكته تحيط بنا وتحمينا: " مَلاَكُ الرَّبِّ يُخَيِّمُ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ " (مز7:34)، وأعتقد أنَّ كثيرين يتذكّرون كيف نجَّاهم الرب من حادث مروع، أو حل لهم مشكلة عسرة بطريقة معجزية!