مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

الأحد، 22 مايو 2011

صعود المسيح وجلوسه عن يمين الله

ختم القديس مرقس الإنجيل بصعود المسيح إلى السماء إذ يقول: " وبعدما كلمهم إرتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله " (مر19:20).وصعد تعني أنه نزل أولاً، فالسيد المسيح هو الله الذي قد ظهر في الجسد، لكي يفيدنا ويخلصنا ويرفع عنا عقوبة الخطية، لقد جُرح وأُهين من أجلنا فكان ولابد أن يتمجد وهكذا جاء صعوده تأكيداً للاهوته وتمجيداً له.

ويعلق القديس غريغوريوس الكبير على صعود المسيح ويوضح الفرق بين صعوده وصعود إيليا وأخنوخ قائلاً ً:
إن إيليا صعد بمركبة ليظهر أنه محتاج لعون غيره، وهكذا أخنوخ نقل.. لكننا لا نقرأ عن السيد المسيح صعد بواسطة مركبة أو ملائكة لأنه لا يحتاج لمساعدة.

ويعطينا القديس أغسطينوس تفسيراً لعبارة يمين الله فيقول:
لا نفهم جلوسه عن يمين الله بمعنى جلوس أعضائه الجسدية، إنما نفهم اليمين بمعنى السلطان الذي قبله من الآب لكي يأتي ويدين.

وكلمة جلس هنا تعنى أنه قد استقر .. استقر فى هذه القوة ، أى أن عبارة " أخلى ذاته " ( فى7:2 ) ، قد انتهت بالصعود وما كان يسمح به من إهانات البصق واللطم والجلد وما أشبه قد انتهى وقد استقر الآن فى عظمته ، حتى إنه حينما يأتى فى مجيئه الثانى ، سيأتى فى مجدة وجميع الملائكة القديسين معه ( مت31:25 ) على سحاب السماء ، كما صعد " أع11:1 " .

يقول قداسة البابا شنوده:

المقصود بصعود السيد المسيح إلى السماء أنه صعد بالجسد لأن اللاهوت لايصعد وينزل، فهو موجود فى السماء والأرض وما بينهما ، مالئ الكل . إنما الصعود بالجسد وهذا ما رآه التلاميذ يوم الصعود " أع 9:1 " .

ومن جهة الجلوس ، الله ليس له يمين ويسار . عبارة يمين ويسار تقال عن أى كائن محدود بيمين ويسار . أما الله فهو غير محدود .

ومن ناحية أخرى لايوجد فراغ حوله يجلس فيه أحد ، لأنه مالئ الكل وموجود فى كل مكان . وكذلك لو جلس الابن إلى جواره ، لكانا متجاورين . وهذا ضد قول الابن " أنا فى الآب ، والآب فى " " يو11:14 " .


إنما كلمة ( يمين ) ترمز إلى القوة والعظمة والبر كما نقول فى المزمور " يمين الرب صنعت قوة ، يمين الرب رفعتنى . يمين الرب صنعت قوة ، فلن أموت بعد بل أحيا " " مز117 " . ومثل وقوف الابرار عن يمينه ، والاشرار عن يساره فى يوم الدينونة "مت25" . فكون المسيح عن يمين الآب أى فى عظمته وبره . لذلك قال السيد المسيح لرؤساء الكهنة " من الآن تبصرون ابن الإنسان عن يمين القوة " " مت64:26 " .