ونقصد بها الأفكار التي لا ينتفع منها الإنسان، لذا نسميها فارغة أو تافهة। ويوضح القديس " باسيليوس الكبير" أنَّ مثل هذه الأفكار، تنشأ من كسل الفكر غير المنشغل بالله، بسبب إهمال الإنسان لكل ما هو روحيّ। أمَّا خطورة الأفكار التافهة فتكمن في أنَّها تقف كحجاب أسود، يمنع الأفكار الروحية من التدفق لعقولنا، فنسقط في الخطية، وهي تمهد وتفتح الطريق للشيطان وتعطيه فرصة لكي
يلقي في عقلنا المتكاسل بذار الأفكار الشريرة، ولهذا يقول السيد المسيح: " وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُّوُهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ الْحِنْطَةِ وَمَالقديس غريغوريوس اللاهوتيّ:" إذ فيما نحن فارغين يزرع فينا الشرير بذاره لكي يكون إهمال الخير بداية للشر، كما أنَّ بداية الظلام هي انحسار النور"।ضَى
أسباب الأفكار التافهة
بالإضافة إلى ما سبق تأتي الأفكار التافهة من عدة نوافذ أُخرى، منها ما هو داخليّ وما هو خارجيّ:
بالإضافة إلى ما سبق تأتي الأفكار التافهة من عدة نوافذ أُخرى، منها ما هو داخليّ وما هو خارجيّ:
الحواس
فمن خلال الحواس الخمس تقتحمنا أفكار تافهة كثيرة وذلك عندما نسمح لعيوننا أن تنظر بشهوة، أو لآذاننا أن تسمع النميمة والكلمات البذيئة والنكت القبيحة والأغاني المثيرة، أو لأفواهنا أن تنطق بالكذب أو الحلف، وأيدينا أن تسرق أو تضرب، وأُنوفنا أن تتنسم روائح قد تجذبها للشهوة... فمثل هذه الأفعال تتسبب في جذب الأفكار الشهوانية وتملكها علينا، ولهذا يقول إرميا النبيّ: " لأَنَّ الْمَوْتَ طَلَعَ إِلَى كُوانَا دَخَلَ قُصُورَنَا لِيَقْطَعَ الأَطْفَالَ مِنْ خَارِجٍ وَالشُّبَّانَ مِنَ السَّاحَاتِ " (إر21:9)، والكوى تعني الحواس الخمس।
فمن خلال الحواس الخمس تقتحمنا أفكار تافهة كثيرة وذلك عندما نسمح لعيوننا أن تنظر بشهوة، أو لآذاننا أن تسمع النميمة والكلمات البذيئة والنكت القبيحة والأغاني المثيرة، أو لأفواهنا أن تنطق بالكذب أو الحلف، وأيدينا أن تسرق أو تضرب، وأُنوفنا أن تتنسم روائح قد تجذبها للشهوة... فمثل هذه الأفعال تتسبب في جذب الأفكار الشهوانية وتملكها علينا، ولهذا يقول إرميا النبيّ: " لأَنَّ الْمَوْتَ طَلَعَ إِلَى كُوانَا دَخَلَ قُصُورَنَا لِيَقْطَعَ الأَطْفَالَ مِنْ خَارِجٍ وَالشُّبَّانَ مِنَ السَّاحَاتِ " (إر21:9)، والكوى تعني الحواس الخمس।
الخيال
وهو يتلقّى ويسجّل كل الصور والأحداث التي تدخل عبر الحواس الخمس، أيّ من الأشياء التي تُلمَس وتًُذاق وتُشَمّ وتُسمَع وتُرى। ويسمّى الخيال حساً داخلياً، لأنّه يُصوّر لنا الأشياء بشكل واضح مثل الحواس الخارجية، ولهذا يُعد الخيال مركزاً أساسياً من مراكز العقل، قد يفيد الإنسان أو يضره لو طاش في ما يفوق قدراته! إذاً، من الخيال تتولّد الأفكار السيئة في النفس فتجعلها تحسّ بهذه الأفكار وكأنَّها حاضرة فعليّاً، وتُصّور عقليّاً في الذاكرة، بسبب ما قد تلقته من حواس الإنسان الغير منضبطة।
وهو يتلقّى ويسجّل كل الصور والأحداث التي تدخل عبر الحواس الخمس، أيّ من الأشياء التي تُلمَس وتًُذاق وتُشَمّ وتُسمَع وتُرى। ويسمّى الخيال حساً داخلياً، لأنّه يُصوّر لنا الأشياء بشكل واضح مثل الحواس الخارجية، ولهذا يُعد الخيال مركزاً أساسياً من مراكز العقل، قد يفيد الإنسان أو يضره لو طاش في ما يفوق قدراته! إذاً، من الخيال تتولّد الأفكار السيئة في النفس فتجعلها تحسّ بهذه الأفكار وكأنَّها حاضرة فعليّاً، وتُصّور عقليّاً في الذاكرة، بسبب ما قد تلقته من حواس الإنسان الغير منضبطة।
الأهواء
وهي أحد أسباب الأفكار التافهة، ولهذا يُسمّي الأنبا إسحق الأهواء " مغتصبين " لأنّهم يهاجمون النفس من الداخل ويُثيرون الأفكار الشهوانية। وهناك ما يُعرف بأهواء العقل وهى كما يرى القديس غريغوريوس السينائيّ: عدم الإيمان، التجديف، الذمّ، الثرثرة، محبة الكبرياء॥ أمَّا الأهواء الشهوانية فتتمثل في: الفسق، الزنى، الإثم، الطمع، الفساد، الفجور، محبة اللذة، الإدمان،
محبة الذات॥ وفيما يخص أهواء الغضب نجد الآتي: الغضب، المرارة، الصياح وارتفاع الصوت، الوقاحة، الانتقام॥ من هذه
الأهواء في النفس تتولّد الأفكار السيئة، لهذا السبب قال القديس غريغوريوس السينائيّ: " الأهواء هي سبب الأفكار"।
الشياطين
هم سبب أساسيّ للأفكار السيئة، فمن المعروف أنَّ الشيطان " قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ " (يو44:8)، فمنذ أن خلق الله الإنسان هو قائم يُحاربه بكل جهده، عسى أن يُلقي البشرية كلها تحت حكم الموت، فهو الذي أسقط أبوينا- آدم وحواء- وتسبب في طردهما من الفردوس، وجلب بذلك الشقاء على البشرية كلها। وهو الذي استطاع بمكره أن يُسقط أنبياءً وقديسين وأشخاصاً قد حل عليهم روح الرب مثل: داود النبيّ وشمشون الجبّار وشاول الملك॥ فهو لا يقف ساكتاً أمام أيّ إنسان يحيا مع الله، ويسعى لعمل الفضيلة، بل يُحاربه ويُسمّى هذا بـ " حسد الشيطان "।
هم سبب أساسيّ للأفكار السيئة، فمن المعروف أنَّ الشيطان " قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ " (يو44:8)، فمنذ أن خلق الله الإنسان هو قائم يُحاربه بكل جهده، عسى أن يُلقي البشرية كلها تحت حكم الموت، فهو الذي أسقط أبوينا- آدم وحواء- وتسبب في طردهما من الفردوس، وجلب بذلك الشقاء على البشرية كلها। وهو الذي استطاع بمكره أن يُسقط أنبياءً وقديسين وأشخاصاً قد حل عليهم روح الرب مثل: داود النبيّ وشمشون الجبّار وشاول الملك॥ فهو لا يقف ساكتاً أمام أيّ إنسان يحيا مع الله، ويسعى لعمل الفضيلة، بل يُحاربه ويُسمّى هذا بـ " حسد الشيطان "।
وقد وصفه مُعلّمنا القديس بطرس الرسول بعبارة بليغة قال فيها: " إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ " (ابط 5 :8)، فالشيطان معروف بقوته الهائلة لأنَّه قبل سقوطه كان أحد الملائكة " الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً " (مز103 :20)। ويُعتبر الخِداع
هو المبدأ الذي تنطوي عليه كل حيل الشيطان ، فهو مُحتال في تزييف الحقائق، وكون الشيطان وجنوده أرواح خفية سريعة التنقل من مكان لآخر، لِذا يُحاربون بطرق وأساليب خفية وإيحاءات داخلية ويهمسون بكل الأفكار السيئة ، لتحويل الفكر إلى كهف لصوص ومغارة قذرة للأهواء، إنّهم يملأون الفكر بأوثان الزنى والنجاسة।
وعن طريق الوساوس يسعى الشيطان زعزعتنا أو شغل أفكارنا في أشياء سلبية، لكي يعوق تقدمنا الروحيّ، وفي الحياة الروحية يُحارب كالآتي: كل فضيلة تعملها سيحاول الشيطان: إمَّا أن يُشكّك فيها، أو يُحاربك بالرذيلة المضادة لها ، فإن كنت مُحباً للعفة يُحاربك بصور النساء !! وإن كنت تُعطي الفقراء وتسعى لخدمتهم يحاول منعك أولاً، فإذا فشل يتّهمك بأنّك تبحث عن المجد الباطل، وإن تحدّثت عن خبرة روحية من خبراتك لمنفعة غيرك بتواضع، يوهمك بأنّك تبحث عن الشهرة ومديح الناس॥
الطبيعة الفاسدة
ونقصد بها وضع الطبيعة البشرية الشهوانيّ الناتج عن الخطيئة الجدية، فبعد السقوط فقد العقل ذاكرته البريئة وفكره النقي، ولهذا
ونقصد بها وضع الطبيعة البشرية الشهوانيّ الناتج عن الخطيئة الجدية، فبعد السقوط فقد العقل ذاكرته البريئة وفكره النقي، ولهذا
بينما يفكّر الإنسان بالخير فإذا به يتشتت مباشرة فيفكّر بالشر। ولهذا السبب قال القديس غريغوريوس السينائيّ: " إنَّ مصدر أفكارنا وأساسها هو حالة ذاكرتنا، فالذاكرة كانت أصلاً بسيطة ومركَّّزة، لكن كنتيجة للسقوط فسدت قواها الطبيعية، لقد خسرت رباطة جأشها بالرب وصارت مركبة بدل البساطة، وأصبحت منهمكة في أعمال مختلفة بدل من التركيز "।
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق