ذات يوماً من ايام الربيع حيث تتحوّل دموع الندى إلى عطور في كؤوس الورود، وتتمايل الرياحين مرنّمة أناشيد سليمان والعصافير مغرّدة مزامير داود... والأشجار عندما تكتسي بحلل الندى البيضاء تبدو كأنَّها أطفال وشحتها السماء بملابس الطهارة، وبعثت بهم ليملأوا الأرض فرحاً ويُعلّموا الناس بساطة الحياة!
في هذا المكان المُعبّق بكل ما هو طاهر، سمح البستانى لسرب نحل ان يحلق ويدخل الى بستانه الجميل فقد أراد أن يملأ بيته من شهد العسل.. وهكذا أصبحت حياته بين رعاية الزهور ومراقبة خلايا النحل التي ملأت البستان..
وذات يوم لاحظ قائد سرب النحل اهتمام البستانى بوردة جميلة فراح يتتودد لها وأظهر اهتمامه بها عن غيرها من ورود البستان.. حتى تعلقت به واستسلمت لرغباته فكانت تعطيه من رحيقها أكتر مما يطلب بكل حب واستسلام فريد قد فاق العقول.. ورغم عطائها فقد تركها قائد السرب ليحقل ويحزم حول وردة أخرى أكثر نضارة ومليئة برحيق الحياة!!
لكن عطر الربيع لا يدوم وأصبحت الوردة تحيا بين شتاء قارص وخريف يرعب الزهور بزعابيرة وصيف ألهب الورود بحرارته.. فذبلت تلك الورده ولم تعد كما كانت بجمالها الصارخ..
ويعود البستانى بعد رحلة قضاها في البحث عن أجمل أنواع الزهور فإذ به يجد وردته الجميلة قلربت على الفناء!! فسألها عن سبب عدم نضارتها فباحت له بسرها الدفين فتمنى من كل قلبه ان يزور قائد السرب بستانه حتى لا تموت وردته التى أحبهاااا
وقد كان وجاء قائد السرب فى اليوم التالى فنظرته الورده فدبت فيها الحياة وانتعش عودها وتفتحت وريقاتها .. ومن شوقها باحت للقائد بحبها ولكن هيهات لمن أسلمت نفسها أن تستقر وتهدأ نفسها فقد أعلن لها عن سبب غيابه واعتذر لأنها ستكون المرة الأخيرة التى ستراه فيها!! وذلك لأنه لم يعد يجد فيها نضارتها الأولى ورحيقها الذى كانت تعطيه له
وأخيراً حلق القائد وترك الوردة تصارع ميولها ورغباتها وها هى لحظات حتى استسلمت للذبول وبدأ ساقها في الإنحناء إلى أن جفت محبتها ومات عطائها !!
أختي الحبيبة :
قد تكونِ كالوردة لا يمل أحد من التطلع إلى جمال منظرك وحسن عبيرك.. ولكن لو استسلمت لعواطفك لضاع الجمال وفنى العبير فما أكثر البشر الذين يعيشون كالنحل لا يعرفون من الزهور سوى رحيقهااااا
وأنت يا أخي العزيز:
هل تعرف أن من يعيشون لذواتهم هم أناس أنانيون!! أما الأناني فهو إنسان يتعذي عل حساب نفسه قبل أن يتغذى على حساب الآخرين !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق