مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

بَرَمونْ عيد الميلاد



تُطلق كلمة البَرَمونْ على الصوم النسكيّ، السابق مباشرة على عيدي الميلاد والغطاس، وهو يُعدْ من أصوام المرتبة الأولى، ويُعامل معاملة صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام، وصوم الأربعاء والجمعة، فيُصام انقطاعياً إلى المساء ولا يؤكل فيه السمك.

وتتراوح مدة هذا الصوم بين يوم واحد وثلاثة أيام على أكثر تقدير، فإذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس يوم السبت كان البَرَمونْ يوماً واحداً هو (الجمعة)، وإذا وقع يوم الأحد كان البَرَمونْ يومين هما (الجمعة والسبت)، أمَّا إذا وقع يوم الاثنين كان البَرَمونْ ثلاثة أيام هى (الجمعة والسبت والأحد)، وذلك لأنَّ يومي السبت والأحد لا يصامان انقطاعياً.. وإن كان يُمتنع فيهما عن الأطعمة الحيوانية.

ولمَّا كان السبت الكبير السابق على عيد القيامة يُصام انقطاعياً دون سائر السبوت، لأنَّ المسيح كان مدفوناً في القبر، فهو يُصام صوماً نُسكيّاً من دون الحاجة إلى تسميته بالبَرَمونْ، واحتفظت الكنيسة بالبَرَمونْ بالنسبة لليوم السابق على عيدي الميلاد والغطاس.

فالبَرَمونْ إذن صوم تعبدي يمارسه المؤمنين بتقشف ونسك، ليكون فرحهم بالميلاد والغطاس عظيماً، وكأنَّ الكنيسة تريد أن نشعر بفرح الميلاد والغطاس بممارسة التقشف فى اليوم السابق لهما، حتى يزداد إحساسنا النفسيّ والجسديّ، بالفارق بين يوم البَرَمونْ ويوم العيد التالي له وبهذا يزداد إحساسنا بالفرح.

أمَّا كلمة بَرَمونْ فدخيلة على اللغة العربية والقبطية، وهى ترجمة للكلمة اليونانية " بَرَاموني "، ومعناها الحرفيّ: الإلتزام باستمرار في الخدمة، أو المثابرة، أو الثبات، أو المداومة، أمّا المعنى السائد بيننا الآن فهو: استعداد.

طقـس البَرَمـونْ

تُصلى تسبحة رفع بخور عشية وتسبحة نصف الليل، كما هو متَّبع فى الطقس السنويّ المعتاد، مع مراعاة الترتيب الخاص للإبصاليات السبعة، وأيضاً والطروحات الستّة.

وفى القدّاس الإلهيّ يُقدم الحمل بعد صلاة المزامير كلها، ويمكن أن تُصلى المزامير حتى الساعة التاسعة، وفى عشية العيد تُصلى مزامير الغروب والنوم والستار وهى (خاصة بالرهبان في الدير).

ويُكمل القداس الإلهيّ كالمعتاد، وفى التوزيع يُقال (المزمور150) بطريقته السنوية المعروفة، وبعد المزمور يُقال لحن (إسترماجي) والمديحة العربي الجميلة (أنا أول كلامي)، وهما من الألحان النادرة ولا وجود لهما إلاَّ في دير المحرق العامر، ويمتازان بأنَّ كل ربع عبارة عن (5 هنكات)، وليس (4 هنكات) كما هو مألوف في المدائح الكنسيّة.

ليست هناك تعليقات: