مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

السبت، 8 ديسمبر 2018

قديسون عاشوا في الدير المحرق - الأنبا مكسيموس مطران القليوبية


تمنيت أن أضرب على قيثارتي وأقـول أشـعاراً لمن أحـب الله منـذ طفولته، وقمع الشهوة ليقتني جسداً طاهراً، وهزم الشر ليحيا بالخير، وقضى على الكراهية بالمحبة، لقد عاش كطفلٍ إذا فتح فاه أمامك تشعر كأنّ زهرة ربيعية تبتسم لك فتفرح، وعندمـا يتكـلم يمتزج صوت النسيم بكلماته فتتمنى ألاَّ يتوقف، وإذا نظرت إليه تشعر بطهارة عجيبة، وكأنّ دم الإثم تجمّد في عروقه واختفى الشر من حياته، إنّه  الأنبا مكسيموس مطران القليوبية وأحد قدّيسي وعلماء ديرنا العامر.
طفولة مقدسة 
في أرض أخميم التي تخضبت بدماء الشهداء، وُلِدَ قوسة طفلاً جـميلاً في يـوم (2/4/ 1911م)، وإن كانت أخميم معناها: مدينة الإله مين رمز الخصوبة عند قدماء المصريين، فإنّ قوسة صار مطراناً وأباً روحياً لكثيرين، وقد نمت شجرة حياته، وأخرجت ثماراً روحية لازلنا نتغذى عليها، ويرجع الفضل لقداسته إلى أسرته التقية، التي ربته في مخافة الرب، وروته من ينابيع الإيمان منذ صِغره، لقد عرف في طفولته أنّ من يحب عليه أن يُضحي، ولكن " آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا " (رو18:8)، فتعمق أكثر في الإيمان وازداد حبّاً للشهداء والقدّيسين، وبدأت ملامح القداسة ترتسم على حواسه، وتظهر في كلامه، فحفظ في طفولته مزاميرَ وألحاناً وأجزاءً كثيرة من الكتاب المقدّس، تحت رعاية القمص بطرس الأخميمي، وأصبح واضحاً أنّ هذا الطفل الذي يحلق بأجنحة حبّه في سماء الروح، سيكون له مستقبل عظيم في الكنيسة.
سنوات تمر.. وقوسة ينمو في الروح ووالده جيد جريس ينمو في تجارته، فترك أخميم وعاش في الإسكندرية، وهناك التحق بالمدرسة الأمريكية في الثامنة من عمره، فحصل منها على الشهادة الإبتدائية عام (1927م)، والبكالوريا عام (1930م)، وكانت باكورة خدماته هي خدمة الفقراء، وأسس جمعية " الجنود العاملين لمجد المسيح " لزيارة المرضى بالمستشفيات والمساجين وسد احتياجاتهم، لكنّ فكره بدأ يتثقل بالتفكير في المستقبل، فهو يحيا في العالم دون أن يحيا العالم فيه، وسفينة حياته تريد أن تستقر في الدير، ونفسه ترغب أن تكون بين الرهبان، وروحه تحلق في سماء الروح.
الرهبنة في الدير المحرق
عاش قوسة حياته ربيعاً دائماً تفتح فيه الزهور ثغورها مبتسمة، لكنّ رأسه لم ترغب سوى النسك تاجاً، وينضم إلى طغمة النساك الذين " صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ " (غل24:5)، وقدموا ذواتهم بَخوراً طاهراً للإله الذي أحبّهم وأحبّوه، فملأوا الفضاء بصلواتهم، ومرت عليهم فصول وغابت أقمار وشموس، وهم كالنخل المثمر في أراضينا القفرة، فانطبق عليهم قول المزمور: " اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو " (مز12:22).
وفي سن الواحد والعشرين ذهب قوسة إلى الدير المحرق، وبعد وصوله بثلاثة أيام أرسل خطاباً لأسرته، يرجوهم عدم الحضور لزيارته، فقد رفض منذ البداية أن يحيا بين الدير والعالم، لأنّ هذه الحياة تؤول في النهاية إلى العالم، وكل الذين اختبروا هذه الإزدواجية تعبوا في حياتهم الرهبانة، فتألم الأب على فراق ابنه البكر، وحاول أن يُعيده إلى البيت فرفض، ولكنّ الأم فرحت لأنّها رأت يوماً ملاكاً يقف خلفه!
وفي الدير أعطوه اسم: ساروفيم وهو طالب رهبنة، وقد ظهرت حكمته عندما طلب منه القمص تادرس أسعد رئيس الدير المحرق (1930- 1936م) أن يختار اسمه عند الرهبنة، فاعتذر له قائلاً: إنّ الطفل عندما يولد لا يعرف أن يختار اسمه! فأسماه: أنجيلوس (Anggeloc) أي: ملاك، وكانت رهبنته في (22/4/ 1932م)، فعاش الراهب أنجيلوس ملاكاً بين الرهبان " لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ " (مت19:12).
 الأعمال بالدير
أحب الراهب أنجيلوس الله كطفلٍ بريء، فكان قلبه بيتاً لجمال الفضيلة، وجسده قبراً لآلام النسك، وكانت حياته بين الصلاة وعمل القربان وصُنع الأباركة والشمع ونسخ الكتب، ومكتبة الكتب.. وهذا موقف طريف حدث معه أثناء العمل، ففي يومٍ سأل رئيس الدير الرهبان عن سبب صمت الراهب أنجيلوس؟ وهل هو جزء من طبيعته؟ أم تدريب ليقتني فضيلة رهبانية؟ أم أنّ شيئاً ما أغضبه؟ فأعلموه بأنّه على هذه الحال منذ فترة، فطلب منه نقل القمح من الجرن إلى المخازن، وأعطاه أشقى جمل في الدير لينقل به القمح، فأرهقه الجمل كثيراً، وعندما انتهى من نقل القمح، أخذ الجمل ليُعيده إلى مكانه، وهناك صاح به قائلاً: روح الله يسامحك أنت تعبتني قوى! فلمّا سمعه رئيس الدير ضحك وقال له: أخيراً نطقت!
الالتحاق بمدرسة الرهبان والكهنوت
في عام (1933م) ذهب الراهب أنجيلوس للدراسة في مدرسة الرهبان اللاهوتية بحلوان التي أسسها البابا يوأنس التاسع عشر (1928- 1942م)، وافتتحها في حضور رؤساء الأديرة في يوم (4/3/ 1929م) وأسند رئاستها للعلامة القمص ميخائيل مينا، ولكنها هُدمت فيما بعد وبُني مكانها كاتدرائية السيّدة العذراء مريم.
ظل الراهب أنجيلوس يدرس خمس سنوات نضج خلالها ثقافياً وروحياً، وشهد آباء الدير أنّ بريق الإيمان يشع من عينيه، وحياته الروحية وأخلاقه صارت موضع إعجابهم، فقد عرف ثمار الركب الجاثية، والأيادي الضارعة، والدموع الصامتة، فرُشّح للكهنوت، وسيم بيد نيافة الأنبا أغابيوس مطران صنبو وديروط وقسقام في يوم (19/1/ 1936م).
القمص أنجيلوس وكيلاً للدير المحرق
كان القمص أنجيلوس قد تخرج في مدرسة الرهبان عام (1938م)، وعندما تنيح القمص ميخائيل مينا، تولى إدارة المدرسة خلفاً له، وفي يوم (12/7/ 1947م) نال القمصية، فصار مرشداً روحياً لرهبان كثيرين، وأصبح  مثالاً للراهب الذي جمعه الله في قبضة الحب، ورمزاً للأمانة في الصلاة والقراءة والمحبة والعمل على راحة الرهبان، فتم اختياره ليكون وكيلاً للدير المحرق عام (1948م).
وقد روى لي أحد العاملين بالدير، مدى حبه للعمال قائلاً: كنت أسير حافياً في الدير أثناء عملي فرآني القمص أنجيلوس، فتألم لمنظري وسألني عن ظروفي، وفي الحال طلب مني مقاس قدميّ فأخذه وأحضر لي حذاءً جديداً!
وقال لي أحد شيوخ الدير: إنّه كان بسيطاً داخل قلايته، وأي أموال يعطيها له الدير لشراء مستلزماته كان يوزّعها على المحتاجين، فقد امتلأت أُذناه بأنين الفقراء وتنهداتهم، وتألم وهو يرى قسوة الفقر تُعانق أجسادهم!
وفي يوم كنت أجلس مع أحد أساتذة الكهنة بالكلية الإكليريكية بالدير المحرق، وعندما تطرّق الحديث عن الأنبا مكسيموس قال لي: عندما كنت طالباً بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، طلب مني الأنبا مكسيموس أن أُحضر له طعاماً، وأخرج نقوداً من جيبه ونظر إليَّ بعطف أبوي قائلاً: هات لك مثلما تُحضر لي!
وحدث في يوم أن طرق باب قلايته راهب كثير الشكوى ففتح له ورحب به وأجلسه، وعندما بدأ يتكلم ويشكو كعادته لم ينطق بكلمة، بل أخذ يرتل المزمور (150)، وقد كان هذا التصرف الحكيم عظة روحية، ليكُف عن شكواه ومهاجمة الرهبان!
من مجد إلى مجد
بسط القمص أنجيلوس يديه كطائر بديع يبسط جناحيه للطيران في سماء المجد، فبعد أربع سنوات قضاها وكيلاً للدير المحرق، رُشح ليكون مشرفاً على مكتبة البطريركية، وقد ساعده على ذلك اللغات الكثيرة التي يجيدها وهي: الإنجليزية، الفرنسية، اليونانية، الأمهرية، واللغة القبطية التي أحبها وأتقنها وصار من أعظم علمائها، وكان كلما قابله أحد الأشخاص يسأله عن اسمه ويداعبه قائلاً له معناه باللغة القبطية، ومن شدة حبّه للغة القبطية وإتقانه لها قام بتدريسها لطلبة الكليات الإكليريكية في: القاهرة، طنطا، البلينا، شبين الكوم، الزقازيق، وفي نفس العام الذي تولي فيه الإشراف على مكتبة البطريركية، عينه البابا يوساب سكرتيراً روحياً له.
الترشيح للبطريركية
تلك سنوات مضت.. أنار فيها الله قلب القمص أنجيلوس بالفضيلة والمحبة والمعرفة... وأصبح كل من ينظر إليه يستضيء بشعاع الحب الذي أنار قلبه، ولذلك تم ترشيحه للبطريريكية سنة (1959م) مع كل من القمص مينا المتوحد والقمص دميان المحرقي، وقد أظهرت الترشيحات حب الناس له، فجاء ترتيبه الثاني بعد القمص دميان ولكن القـرعة الهيكلـية اختارت في قداس الأحد (19/4/ 1959م) القمـص مينا المتـوحد ليكون البابا كيرلس السادس البطريرك (116).
تأسيس أول خدمة في الكويت
خرج القمص أنجيلوس من سباق الرئاسة مترنماً بإلهه، مداوماً علي الصلوات، ومتزايداً في النسك.. فمَلَكَ روحاً سامية وقلباً طاهراً، وحواساً نقية، فاختاره الرب ليبني هياكل الروح المتهدمة ويضع يسوع حجر الزاوية في أساسه، ففي عام (1961م) اختاره البابا كيرلس لتأسيس أول كنيسة في الكويت، فسافر ومعه الشماس المكرس سمير خير سكر (الأنبا باخوميوس مطران البحيرة) وكان أول يوم لكرازته في الكويت موافقاً يوم عيد ميلاده، وهناك عاش حياة البساطة والإيمان وقام بأعمال كثيرة، وواجه ظروفاً قاسية نتيجة ضعف الموارد المالية، فاضطر الشماس خير سكر أن يعمل ليعول نفسه.
وعندما عاد من الكويت، أرسله البابا كيرلس مع أبينا متياس السرياني لتعمير دير مارمينا فارتبط بالدير وبالقدّيس مارمينا.
الأنبا مكسيموس أسقفاً للقليوبية
" لاَ يُمْكـِنُ أَنْ تُخْـفَى مَدِينَـةٌ مَـوْضُوعَــةٌ عَــلَى جَبــَلٍ " (مت14:5)، والطائر يُحلّق بعيداً في السماء فإن كان جميلاً تشخص إليه العيون، وهذا ما حدث مع القمص أنجيلوس عندما نما في الفضيلة، وانعكست ملامح السماء على وجهه، فاختاره الله ليكون راعياً صالحاً وتمت سيامته بيد البابا كيرلس السادس في (31/3/ 1963م) أسقفاً على كرسي القليوبية وقويسنا باسم: الأنبا مكسيموس (Ma[imoc) وهو لاتيني معناه: الأعظم.
وفي المطرانية عاش في حجرة متواضعة في كنيسة السيّدة العذراء ببنها، ولم يمتلك سيارة فكان يستأجر حنطوراً! وحدث أن أهداه أحد أبنائه سيارة ولكن جاء إليه رجل يشكو من ضائقة مالية، فسأله عن عمله فقال: سائق فأعطاه السيارة ليعمل بها ويفتح له باباً للرزق!
وفي يوم ركب القطار وهو يعاني من مرض الاستسقاء ascites حيث تحتبس السوائل في البطن، وزار كنيسة السيّدة العذراء مريم (مطرانية شبين القناطر)، فوجد الباب مغلقاً والكاهن لم يأتِ، فجلس على الأرض ينتظره، إلى أن جاء أحد أبناء الكنيسة ويدعى كمال رياض فأخذه إلى بيته ليستريح حتى يأتي الكاهن!
وقد أسس كنائس جديدة، وكان إذا سمع بمشكلة في إحدى الكنائس يذهب إليها في الحال، ويمكث بها عدة أيام فتنشط الحياة الروحية ويلتف الشعب حوله وتختفي المشكلة، وذات يوم ذهب ليصلي في كنيسة بُنيت بلا تصريح، فحضر ضابط شرطة صغير السن ليوقف الصلاة! فرفض ورد عليه: أنا مطران والمكان الذي أتواجد فيه هو كنيسة أُصلي بها مع شعبي، فأخذه إلى قسم الشرطة وهناك انقلبت الدنيا على رأس الضابط، الذي لم يكن يعرف مكانة الأنبا مكسيموس!
وكان إذا زاره رجال كِبار السن يأتي بجهاز تسجيل وكتاب مقدّس، ويطلب منهم أن يقوم كل فرد بقراءة جزء من الكتاب المقدّس، مشجعاً إياهم بهذا التسجيل فيتقنوا القراءة، وإذا رُشح شخص للكهنوت كان يستمع منه إلى القدّاس باللغة القبطية، وهو بهذا كان يتعرف عليه عن قرب! فكان الناس يرون فيه جمال الكنيسة الأرثوذكسية، مشتمين فيه طيب روحانيتها.
 وعندما زاره الأنبا لوكاس أسقف منفلوط، وأخبره بأنه يقوم ببناء مقر جديد للمطرانية، فأخرج كل ما في جيبه وأعطاه له فقال له الأنبا لوكاس: وأنت أيضاً تبني مقراً للمطرانية فرد عليه: الله يبعت!
وفي (18/6/ 1978م) قام البابا شنودة بترقيته مطراناً، وبعدها كان أول مطران يطلب سيامة خوري إبيسكوبس لمساعدته في خدمة الإيبارشية والقرى المحيطة بها، فقام البابا شنودة بسيامة اثنين: الأنبا مرقس والأنبا إيساك.
معجزات للأنبا مكسيموس
+ ذهب فتى إلى نيافة الأنبا مكسيموس لينال بركته ويطلب صلاته من أجل نجاحه في الثانوية، وعندما سأل نيافته عن الكلية التى سوف يدخلها قال الأنبا مكسيموس: علومّ فأدى الامتحان وحصل على مجموع (76 %) ودخل كلية العلوم، ولكنه قرر أن يعيد السنة، وكلف شقيقته أن تعرف رأي سيّدنا فقال لها: يعيد ليه ما هي هي!!  ولكن الفتى لم يقتنع بالكلام، وعاد الثانوية العامة فحصل على نفس المجموع (76 %)، ودخل نفس الكلية هي هي!!
+ كتب عنه البابا شنودة في كتاب يستجيب لك الرب: اشترى الأنبا مكسيموس بيتاً لبناء مطرانية، ولكنه كان يشغله سكان يصعب إخراجهم، ولم يكن عنده مال يكفي لهدم البيت وإعادة بنائه، وكيف يحصل على قرار الهدم والبيت ليس آيلاً للسقوط؟ وكيف يحصل على قرار البناء؟ فصلى وبدأ عمل الله فقررت المحافظة توسيع الشارع الذي كان البيت يُطل عليه، وهذا يتطلب هدم جزء من البيت وإخراج السكان المقيمين فيه، وهكذا حُلّت مشكلة السكان والهدم، وبتوسيع الشارع واستيلاء البلدية على جزء من أرض المطرانية حصل نيافته على تعويض مالي ساعده على البناء، ولأن المحافظة أرادت أن يتم توسيع الشارع وتجميله بسرعة قدمت مايلزم للملّاك.. وبذلك انتهت مشكلة نقص المال وبُنيت المطرانية بعد أن زالت كل العقبات.
+ حضر فجأة الأنبا مكسيموس إلى سكرتير إحدى المدارس الخاصة ورأى أكثر من عشرة طلاب فى الفناء لا يعرفهم كانوا مهددين بالطرد لأنّهم لم يدفعوا مصرفات الدراسة، فأخرج كل ما معه من نقود ووضعها أمام السكرتير قائلاً: هل هذا يكفي لسداد المصروفات؟ فتعجب السكرتير لأنّ ما وضعه كان المبلغ المطلوب بالتحديد!
+ تخرج شاب في كلية الهندسة، فعُرض عليه وظيفة براتب كبير في مكتب هندسي، وأخرى في شركة مقاولات بنصف راتب الوظيفة الأولى، فأخذ مشورة الأنبا مكسيموس فرفض أن يعمل في المكتب الهندسي، فوافق على مشورته والتحق بالعمل في شركة المقاولات، وبعد ثلاثة شهور عرف المهندس أنّ المكتب الهندسي قد تم إغلاقه.
نياحته
تقدّمت الأيام بأبينا القدّيس فظل يمشي على مهل متكئاً على عصاه، وأخيراً مرض ورقد ولكن المرض لم يمهله سوى أيام قليلة، فانتقل إلى عالم النور والحرية ظهر الأربعاء (6/5/ 1992م)، عن عمر يناهز الثمانين، قضى منها تسعة وعشرين عاماً أسقفاً ثم مطراناً، وبينما الأجراس تُطلق أنيناً حزيناً، يدخل البابا شنودة الثالث الكنيسة ليرأس صلاة الجِنّاز، مع أكثر من ثلاثين مطراناً وأسقفاً ومائة كاهن، وجمع غفير من الشعب: مسيحيين ومسلمين، وقادة الشرطة يترأسهم وزير الداخلية اللواء عبد الحليم موسى، ووفود من الطوائف، وقد بكاه الجميع، والآن جسدهد الطاهر موضوع في مزار مع متعلقاته بجوار الهيكل في كنيسة السيّدة العذراء مريم ببنها.

ليست هناك تعليقات: