مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

السبت، 8 ديسمبر 2018

آباء من الدير المحرق


الراهب عبد مريم الحبشي (رؤى تتحقق)
روى الأنبا لوكاس العلامة في كتاب: بلوغ المرام في حياة خليفة الأنبا أبرآم (ص222- 224) الآتي: كان راهب حبشي على جانب عظيم من التقوى والورع اسمه عبد مريم (جبرا Gabra مريم بالحبشي) عاش في ديـر الأنبا تكلا هيمانوت بالحبشة مدة، ثم ذهب إلى القدس، وأخيراً استقر في الدير المحرق وكان عمره خمسين عاماً، وقبل نياحته مرض وكان القس يوحنا الحبشي يقوم بخدمته، وقبل نياحة القمص ميخائيل البحيري بخمسة عشر يوماً، رأى رجلاً طويل القامة جميل المنظر ذا شعر أصفر يقول له: بعد خمسة عشر يوماً ستسافر إلى أورشليم فأين الباسبور؟ فأجاب: إنّي مريض ولا أقوى على القيام لأعطيك إيَّاه فها هو في الطاقة التي خلفك! وعندما جاء إليه الراهب يوحنا سأله: هل دفنتم القمص المتنيح؟ فأجاب: ومن أعلمك؟! فقال: سمعت أنغاماً موسيقية وترانيم شجية كأنها تملأ الدير، ومنادياً ينادي بأنّه قدّيس ومختار! وقد تنيح الراهب عبد مريم بعد خمسة عشر يوماً كما رأى! 
القمص يوسف المحرقي (جسده لم يتحلل)
كان البابا ديمتريوس الثاني البطريرك (111) رئيساً لدير أنبا مقـــار، وبعــــــد أن صــار بطريركاً، عـين أخـاه بالجسد القمـص يوسـف المحرقي رئيساً لدير الأنبا مقار، فقبلوه نظراً لقداسته.
وفي الصوم الكبير عام (1976م)، بدأت عمليات ترميم وتوسيع لكنيسة الأنبا مقار برفع كميات كبيرة من الردم للوصول إلى أرض الكنيسة الأصلية، ومع تواصل الحفر ظهر بروز في جانب الحائط الشمالي على شكل قبو مطلي باللون الأزرق، وتحت القبو وُجدَ صندوق يزيد طوله على المترين اتضح فيما بعد أنه تابوت للقمص يوسف رئيس الدير في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، الذي لم يتحلل جسده حتى الآن، وقد تم وضع التابوت في الهيكل وشاهده أكثر من راهب. 
أبونا عبد المسيح الجاولي المحرقي (الراهب البسيط)
عندما دخلنا الدير سمعنا أنّ راهباً بسيطاً اسمه: أبونا عبد المسيح الجاولي، كان يحفظ من القدّاس الباسيلي الجزء الأول من صلاة الصلح قبطي فقط، ومن الأجبية  الثلاث قطع الأخيرة من الساعة الثالثة " أيها الملك السمائي.. كما كنت مع تلاميذك.. إذا ما وقفنا في هيكلك المقدّس.. " وكان إذا سمع صوت الجرس يُسرع إلى الكنيسة، وفي القدّاس يقول ما يحفظه سواء كان قائد الصلاة أسقفاً أو كاهناً... ثم بعد ذلك يقف صامتاً إلى نهاية القدّاس.
وقد حكى القمص منقريوس المحرقي عن بساطته المتناهية وقداسته قائلاً: في يومٍ ذهب لزيارة أهله في الجاولي بمنفلوط، وجلس أمام محل أحد المسيحيين فتوافدت عليه الناس وازداد البيع والشراء، وكان بجوار التاجر المسيحي تاجر غير مسيحي طلب من أبينا أن يجلس أمام محله ليتبارك به، فرد عليه ببساطة الأطفال: لا، أنت غير مسيحي! فاشتعلت نار الغيرة في قلبه وقرر الرجل أن ينتقم من أبينا بوضع السُم في فطيرتين من عمل زوجته، أخذهما وأعطاهما لأبينا كأنّه يستميله ليذهب عنده، فقبلهما أبونا ببساطة ووضعهما في جيب الفراجية، وفي الطريق قابله طفلان لا يعرفهما طلبا منه عطية، فأخرج الفطيرتين وأعطاهما لهما، فلمّا أكلاهما سقطا في الحال على الأرض وماتا، فقبضوا على أبينا واستجوبوه، فحكى كل ما حدث بينه وبين التاجر، وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد أنّ الطفلين ماتا بالسُم، وقد كانت المفاجأة مذهلة عندما عرفوا، أنّ الولدين اللذين ماتا هما ابنا التاجر الذي أراد أن يقتل أبانا! فلمّا قبضوا عليه اعترف فحاكموه وزوجته، ودخلا السجن عقاباً لهما.
القمص دانيال داود المحرقي (عالم اللاهوت)
ترهّب في الدير المحرق في (20/6/ 1906م)، ونال نعمة الكهنوت يوم (5/5/1918م)، وفي عام (1930م) أصدر كتابه اللاهوتي العميق " العقود اللؤلؤية في شرح عقائد وأفضلية المسيحية "، وقد قام القمص مينا المحرقي بإعادة طبعه سنة (2006م)، ويشهد هذا الكتاب على عِلمه الغزير، حتى إنّ الأنبا غريغوريوس اعتبره من أفضل علماء الدير، وسجل في كتابه عن الدير المحرق مدحاً للأستاذ شاكر باسيليوس عالم اللغة القبطية الشهير، الذي تولى إدارة مدرسة الرهبان بالدير المحرق وقام بتدريس اللغة القبطية فيها قائلاً:
" ليس كتاب العقود اللؤلؤية صورة كاملة لعِلم القمص دانيال، فقد كان خزانة لتفسير الكتاب المقدّس، التفسير الذي يتفق مع روح الآباء الأُول ومع العقيدة الأرثوذكسية، وكثيراً ما كان يُرجع إليه في حل معضلات الكتاب المقدّس والعقيدة ".
تولى رئاسة الدير في (16/3/ 1937م) فبنى جزءاً من السور القبلي للدير بطول (100م)، على نمط السور الذي شيده الأنبا باخوميوس الأول، وبنى الطابق الأول من البوابة الكبيرة الشرقية وما يتبعها من السور البحري الشرقي ويقدّر بحوالي (110م)، وبنى (6) قلالي في المربع، كما اشترى (34) فداناً ضُمّت إلى أوقاف الدير.
ترك رئاسة الدير في نوفمبر(1939م) وتنيح في 13 أمشير سنة (1961م) لينضم إلى صفوف الأبرار في فردوس النعيم.
القمص يوحنا الإتليدمي المحرقي (عالم وناسخ)
شهد له نيافة الأنبا غريغوريوس في كتابه عن الدير المحرق، بأنه كان عالماً وناسخاً، وهو مواليد إتليدم بمركز أبوقرقاص بالمنيا.
حضر إلى الدير عام (1842م)، وترهّب ثم نال نعمة الكهنوت عام (1845م)، أثناء رئاسة القمص عبد الملاك الهوري، وكان فاضــلاً وحكيماً لذلك أحبه الرؤساء الذين عاصرهم واحترموه، ونسخ مخطوطات كثيرة يوجد منها حتى الآن (64) مخطوطة تشمل: أسفار من الكتاب المقدّس وقطمارسات وإبصاليات وطروحات وميامر وخولاجيات.. وأحدثها كُتب بتاريخ (1886م).
القمص شنودة المحرقي (عالم الطقس)
كان الآباء في الدير المحرق يُطلقون على الأب المسئول عن الكنيسة والألحان لقب الناظر، وكان عمله يشمل: توزيع أدوار الصلاة على الكهنة الرهبان، قيادة الصلاة، الجرس، إعداد الكنيسة والقناديل، رشم التواني، تسليم الكهنة طقس القدّاس، وكان له في الكنيسة مكان خاص يقف فيه، وإذا حضر للدير أسقف وصلى قداساً كان الأب الكنائسي (الناظر) يصلي قبل رئيس الدير القمص، تقديراً لمكانته داخل الكنيسة التي يشرف على طقوسها!
وُلِدَ إسحق عام (1912م) في بلوط مركز القوصية، والده عبد الملاك إبراهيم ميخائيل وأمه سالومة حنا حلمي، وكان له أخ يُدعى بنيامين وآخر اسمه: متى الذي ترهّب في الدير المحرق بنفس الاسم، وترهّب في شهر يوليو عام (1933) باسم: أبينا شنودة (}enou;) ومعناه: ابن الله.
ويُذكر عن أبينا شنودة أنّه حفظ معظم ألحان الكنيسة، ورغم هذا كان يتميّز بتواضع العلماء، وروحانية القدّيسين، وكان موسوعة في طقوس الدير قلّما تتكرر، وهذا موقف من مواقفه التي لا تُنسى وتؤكد قدراته الفائقة: عندما تنيح أخوه بالجسد القمص متى البلّوطي، جلس أثناء صلاة الجِنَّاز في الخورس الثالث يبكي بشدة، وبينما الرهبان يصلون نسوا أن يقولوا الإبصالية الآدام التي مطلعها: " هذه النفس التي اجتمعنا بسببها يارب نيحها في ملكوت السموات.." وفجأة، وعلى غير المتوقع، نادي القمص شنودة على الرهبان من الخورس الثالث بصوت جهوري قائلاً: انتظروا.. قولوا الإبصالية الآدام الموجودة بصفحة..! وسط ذهول الرهبان!
ونظراً لروحانيته ووقاره وعِلمه الطقسي والرهباني الغزير وحبه الشديد للكنيسة.. كان أب اعتراف لمعظم رهبان الدير، وظل ثلاثين سنة ناظراً للكنيسة الأثرية.
وفي يوم أُصيب بفتق في البطن، فتم تشخيصه خطأ أنّه برد أو مغص، في اليوم الثالث أخذه أبونا ثاؤفيلس المحرقي للدكتور وهبه بالقوصية، فعرف أنّه فتق تسبب في إختناق السرة وطلب منهم الذهاب إلى مستشفى الإيمان بأسيوط فوراً، فعاد أبونا ثاؤفيلس للدير ليأخذ إذناً من أبينا القمص برسوم رئيس الدير في ذلك الوقت، وذهب في اليوم الثاني إلى المستشفى، فوقع القمص شنودة أمام باب حجرة العمليات وتنيح بسلام في (24/10/ 1978م)، وعندما علم قداسة البابا شنودة الثالث حزن عليه وقال: لقد خسرته الأديرة.
الراهب أيوب المحرقي (الراهب اللغز)
كان بالفعل لغزاً محيراً، من طراز رهبان القرون الأولى، وكان اسمه قبل الرهبنة زاهر، وعمله ترزياً، وعاش اثنين وأربعين سنة راهباً لا يقرأ ولا يكتب ولم يحفظ مزموراً!! ومع هذا لم يحزن بل كان قلبه مملوءاً بالسلام، ومن المواقف النادرة التي تُذكر عنه، حدث مرة في رفع بخور عشية، أن طلب منه القمص شنودة ناظر الكنيسة صلاة إنجيل الساعة التاسعة الذي مطلعه " لمّا رجع الرسل حدثوه بما فعلوا.. " فلم يستوعب كلامه لبساطته فرد عليه قائلاً: هو أنا عارف رجعوا ولا مرجعوش!
لم يقفل باب أو شبابيك قلايته يوماً لا صيفاً ولا شتاءً! والعجيب أنّه لم يُصب ببرد أو تعب! حتى إنّه لم يأخذ أي أدوية، ولم يذهب إلى طبيب طوال حياته! وقد عاش معظم أيامه بثوب واحد لم يستبدله ولم يغسله! ولهذا صار ثقيلاً من كثرة التراب عليه!
وفي قلايته لم ينم على سرير مطلقاً! بل ينم على كرسي لفترات قصيرة! وظل عدة سنوات مسئولاً عن الجرس في الدير، فكان يدق الجرس الأول لتسبحة نصف الليل، وينتظر حتى تنتهي التسبحة، فيدق الجرس الثاني لتقديم حمل القدّاس، وبعد الثاني يذهب إلى منطقة قلالي الرهبان المعروفة باسم: المربع، وينام على دكة خشبية لمدة ساعة، حتى تُشرق الشمس فتضربه في وجهه فيقوم.
لم تكن له قنية تُذكر، وعندما كان يجوع يطرق قلاية راهب يعرفه ويطلب منه أن يأكل ومهما قدم له لا يأخذ منه سوى احتياجه فقط، واعتاد أن يأخذ قربانة يومياً ويأكلها وهي ساخنة فيحيا عليها ساعات طويلة، وفي أحد السامرية في الصوم الكبير، أراد أن يقول شيئاً يعزيه، فوقف في القلاية يداعب السامرية قائلاً: يا سامرية يا سمرمر.. وكان وجهه منيراً كالشمس، وقد حكى لي هذه القصة القمص دانيال المحرقي كشاهد عيان!
وفي آخر أسبوع من حياته بدأ يشعر بمغص شديد وانتفخت بطنه بصورة ملحوظة، فذهب إلى قلايته من شدة التعب وهناك قدموا له مشروباً ساخناً، فلم يشربه من التعب وظل يئن، ووجهه مضيء حتى تنيح، والعجيب أنّ جنازة هذا الراهب البسيط الذي لم ينل أي رتبة كهنوتية، لم تتكرر في الدير المحرق ويصعُب أن تتكرر، فقد تنيح أثناء احتفالات الدير (20/6/1979م)، فوقف الضباط في أول الصفوف وخلفهم أفراد الأمن، ومن بعدهم شباب الكشافة المسئول عن النظام، وخلفهم الجسد يحمله الرهبان، ومن ورائهم ثلاثة أساقفة: الأنبا أغاثون مطران الإسماعيلية، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، والأنبا ساويرس رئيس الدير، ثم الرهبان والكهنة والعاملين بالدير، وهذه الأحداث كلها تؤكد أنّ أبانا أيوب كان لغزاً، وتنيح ومعه أسرار كثيرة لم يعرفها الرهبان!
القمص أرمانيوس المحرقي (قصة توبة)
قد يأخذ الحماس بعض الرهبان في شبابهم، فينظرون إلى الأوضاع في الدير من وجهة نظرهم فقط، معتقدين أنهم على صواب في كل ما يفعلونه! وقد يدفعهم الحماس الزائد والغيرة على الدير، إلى الوقوف ضد من يعارضهم، وعندما تتقدم بهم الأيام يندمون على أفعالهم، ومن بين الذين سلكوا هذا المسلك القمص أرمانيوس المحرقي، الذي ينتسب إلى عائلة أرمنية، ولهذا عندما ترهّب أعطوه اسم: أرمانيوس وهذه قصة توبته: في بداية رهبنته كان يتدخل في سياسة الدير، محاولاً إصلاح ما لا يعجبه أو تغيير أوضاع لا تروق له، وعندما صار شيخاً ندم على أفعاله التي صنعها بعدم وعي في شبابه عندما كان راهباً مبتدئاً، وقدم توبة بندم ودموع، حتى إن راهباً قابله يوماً وذكّره بمنهجه في الماضي فبكى بشدة! وكان يومياً يصلي في الكنيسة الأثرية، فيقف خارج باب الهيكل لشعوره بعد الاستحقاق، ودموعه لا تجف طوال القدّاس، وكان لا يحتمل أن يقبّل راهب مبتديء يده! وكان مرضه في السنوات الأخيرة خطة إلهية لتنقيته كعلامة على محبة الله له، وقبول توبته، فأُصيب بأمراض كثيرة منها الضغط والسكر.. كما أُصيب بالعمى، فازداد إحساساً بالندم والتوبة.
وعندما أُصيب بتسوس في رجله قرر الأطباء بترها من فوق الركبة، وطلبوا إقراراً على الدير قبل البتر، فوافق الرئيس ووصلهم الإقرار، وتم تحويله إلى مستشفى الإيمان بأسيوط، وبعد عدة محاولات لعلاجه أنجحها الرب بتروا إصبعين فقط، وليلة العملية في (27/5/1979م) فاضت روحه ولم يبتروا شيئاً من جسده! 
القمص فلتاؤس المحرقي (قداسة ظهرت عند الموت)
كان بسيطاً، محبّاً، مواظباً على حضور الكنيسة، لا يدين أحداً، وقد جمع بين الحفظ الدقيق والصوت الجميل، ووصفه الأنبا غريغوريوس بالقدّيس، وقد نال نعمة الكهنوت في مايو (1932م) وتنيح في يوم (12/8/ 1977م) وإن كنا لا نملك معلومات شخصية عنه إلاَّ أنّ طريقة نياحته تؤكد قداسته، فقد عاش في البيت البحري بجانب الكنيسة الأثرية، وكان مريضاً بالاستسقاء ascites، وعندما طرق مسئول الجرس القمص يوأنس المحرقي باب قلايته في نصف الليل لم يفتح! فذهب إلى القمص دانيال المحرقي في الكنيسة وأعلمه بأنه يسمع صوت أنفاس متقطعة، وعندما ذهب القمص إبراهيم المحرقي ابنه في الاعتراف، ليأخذ منه الحِل قبل صلاة القدّاس كعادة الآباء في الدير قديماً لم يفتح له، فلمّا علم رئيس الدير أمر بكسر باب قلايته، وعندما دخل الرهبان وجدوه جالساً على دكة خشبية، عرياناً وفاتحاً ذراعيه، فغطوه ووضعوه على الدكة، وفجأة قال الأخ نصيف للقمص دانيال أُنظر، فنظر إلى نتيجة كانت معلقة أعلى الدكة التي مات عليها، وقد كُتب على ورقة اليوم قول أيوب الصديق: " عُرْيَانًا خَرَجْتُ من بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ " (أي21:1)!
القمص هيلاسلاسي الحبشي (مريض شاكر)
جاء من الحبشة بعد انقلاب منجستو نواي في إثيوبيا ضد الامبراطور هيلاسلاسي عام (1960م) وكان يدخل قلايته بعد العشية، ويخرج منها قبل جرس تسحة نصف الليل بساعة، ويقف بين كنيسة مارجرجس والكنيسة الأثرية، ويصلي حتى يدق الجرس فيصلي التسبحة والقدّاس.
وقد أُصيب بمرض في العمود الفقري، فلم يتذمر بل عاش شاكراً مبتسماً، وكان يصلي المزامير وهو راقد على كرسي متحرك، ويعمل تمجيداً للملاك ميخائيل يومياً، وفي يوم كان ظهره يؤلمه فطلب كاهناً ليصلي له، فحضر القمص إبراهيم المحرقي وصلى مدة ساعة وترجاه أن يرتاح، فرفض قائلاً: أُتركني ساعه أُصلي المزامير وتعالى ساعدني على النوم، وكان في اليوم الذي يتناول فيه، لا يأخذ دواءً، وعندما يسأله راهب عن السبب يقول: المسيح داخلى وهو يريحني! كما أحب العطاء وكان يرسل للفقراء من مصروفه، وكانت له طريقة غريبة في العطاء، فعندما يأكل كان يترك في الطبق جزءاً من الطعام حتى لو كانت كمية الطعام قليلة، فذات مرة سأله أب: لماذا تفعل هذا يا أبانا؟ فقال: أنا الآن لا أستطيع أن أُعطي العشور بسبب مرضي فأُعطي من طعامي للقطط!
وعندما اشتد عليه المرض تم تخصيص سبعة رهبان يتولون خدمته، وأحياناً عندما يرى راهباً أو طالب رهبنة يمر أمام قلايته كان ينادي عليه، ويطلب منه أن يُخرجه وهو راقد على السرير، ليتعرض للشمس قليلاً ثم يعود إلى قلايته، وفي آخر أيامه كان الموت راحة له، فصلى راهب في القدّاس قائلاً: يا ملاك ميخائيل كفاية كده أنت شفيعه ريّحه، وفعلاً تنيح بعد القدّاس في عيد شفيعه والابتسامة تفترش شفتيه، ففي حياته وبعد مماته كان وجهه مضيئاً!

ليست هناك تعليقات: