لن
نوفيه حقه مهما نطقت الألسن بكلام الثناء، وخطّت الأيدى كلمات الوفاء، فقد كان نجماً
لامعاً في سماء المعرفة اتّسع نوره وانتشر، شعاعاً يُنير بهاءً جعل من تلاميذه علماءً
منهم: البابا شنودة الثالث، الأنبا غريغوريوس، والقمص بولس باسيلي.. إنّه العالِم الجليل
والمعلم القدير القمص ميخائيل متى مدرّس
العهد القديم وجغرافية الكتاب المقدّس والوعظ بالكلية الإكليريكية بالدير المحرق.
الميـلاد
والطفولة
أتى
الشتاء حيث قطرات الندى لآليء جميلة تتناثر على تيجان الزهور فتزيّنها، والمطر
كخيوط فضية تطرحها السماء على الطبيعة فتنمّق بها أوديتها، وفي (25/12/1910م)، صرخ
الطفل كامل يُعلن عن قدومه إلى عالمنا، فأخذته أمه الفاضلة " سيدة
حنا عبد الملاك الميري " بيديها الحانيتين، وضمّته إلى صدرها كوردة جميلة،
تريد أن تتنسم عبيرها وتزيّن بها صدرها، وتمر الأيام وأُسرة متى القمص تحيا في عيد
لا تنقطع أفراحه، وقد اكتملت الفرحة بعماد الطفل كامل، الذي ظهر في ثيابه
البيضاء كملاكٍ وشَّحته السماء بملابس الطهارة، ومن عينيه يشعُّ بريق الأمل.
وقد
نما كامل في بيت عرف معنى الأيدي الضارعة والركب الساجدة، فجدَّه القمص ميخائيل
القس حنا كان يجتمع بالعائلة فى حجرة خشبية على سطح المنزل لصلاة المزامير، وقراءة
الكتاب المقدّس وتفسير معانيه.
وعندما
وصل إلى سن السادسة التحق كامل بمدرسة ميخائيل فلتس بصنبو، فنما كشجرة مغروسة على
ضفاف نهر المعرفة، لكنّ عطر الربيع لا يدوم، فقد جاء الشتاء يملأ البيت
بدموع الحزن، فعندما كان كامل في الثامنة من عمره انتقلت والدته إلى
الفردوس! ليحيا الطفل البريء محروماً من حنان الأم ورعايتها ولكنّه اختبر قول الرب:
" لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ
وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ " (إش7:54).
الالتحاق بالمدرسة
الإكليريكية
أحبَّ كامل العِلم وتمنى أن يلتحق بكلية
الحقوق ليكون محامياً، فقد كانت الحقوق من الكليات المرموقة، والمحاماة وظيفة
الوزراء ورجال السياسة في عصره، لكنّ والده أراد أن تستمر شجرة الكهنوت مثمرة في
العائلة، فخضع الابن لرغبة أبيه والتحق بالمدرسة الإكليريكية بمهمشة بعد حصوله على
البكالوريا عام (1926م)، ليسكب ذاته ذبيحة مرْضية أمام الله،
فانبعث من عينيه نور الإيمان، ونطقت شفتاه بعظائم الله، فازداد أكثر في النعمة،
وامتلأ طهراً، وأصبح قدوة للشباب، وفي الإكليريكية تتلمذ على يد علماء
الكنيسة الأجلّاء: الأرشيدياكون حبيب جرجس، القمص إبراهيم لوقا، القمص إبراهيم
عطية، والأستاذ سمعان سيليدس..
تأسيس جمعية المساعي
القبطية
كان
الأستاذ كامل يعرف دور الجمعيات المسيحية ودرها في الخدمة والأنشطة الروحية، فأسس
جمعية المساعي القبطية عام (1932م) ووعظ وعلّم بها، وقدم خدمات كثيرة للمحتاجين
والأرامل.. وقد نُقلت الجمعية إلى منطقة غياضة بالقوصية لضيق مساحة الأرض في كنيسة
مار يوحنا التي أُقيمت عليها، وحتى الآن يوجد بالجمعية حضانة وتُقام بها أنشطة واجتماعات
روحية.. تحت إشراف الأستاذ عماد دانيال متى.
التدريس بالكلية
الإكليريكية
لمس الأرشيدياكون حبيب جرجس نبوغ
وجدية تلميذه كامل متى، وسمو روحه، ونبل أخلاقه، فما أن حصل عام (1932م) على
دبلوم المدرسة الإكليريكية وجاء ترتيبه الأول على فرقته على مر السنوات حتى
تم تعيينه مدرّساً للكتاب المقدّس بعهديه ليُصبح شخصية متفرّدة
عقلاً وقلباً وروحاً، ومما يؤكد قدرته الفذة كان عند ظهور النتيجة لا يسأل: هل نجح
أم رسب؟ بل يسأل دائماً عن نتيجة الأول فيقول: كم عدد الدرجات التي حصل عليها أول
الدفعة؟ لأنَّه كان متأكداً أنَّه الأول دائماً!
وعندما
رأى الأستاذ كامل أنَّ العهد القديم يُدرّس كسرد تاريخي للأحداث وقصص الأنبياء..
قام بعمل مذكرات جديدة تشمل مقدمات لكل أسفار الكتاب المقدّس، وامتدت
طموحاته فأضاف مادة جديدة على طلبة الإكليريكية هي: جغرافية
الكتاب المقدّس، وقام بتدريسها في البداية كمعلومات جغرافية، وبعد أن زار
القدس أبدع في شرحها، وكان الطلبة يستمتعون بشرحه ويشعرون أنّه يتحدث عن أماكن
يعرفها جيداً، فانطبق عليه القول: من له إرادة صلبة كالحديد، ويد مفتوحة كالبحر،
وعقل متسع كالفضاء، فهو من رواد التطوير.
أسـتاذ الأسـاتذة
!
امتَلَكَ
عالمنا الجليل أدوات الباحث العِلمي وسمات الواعظ القدير، فعندما أشرف على مكتبة
الإكليريكية تبحّر في العلوم الكنسية وأجاد ثلاث لغات: الإنجليزية والقبطية
والعربية، وفي ذلك الوقت بدأ خرّيجو الجامعات يتوافدون إلى الإكليريكية للدراسة، فتتلمذ
على يديه كثيرون وصاروا خداماً وعلماءً نذكر منهم: البابا شنودة الثالث، الأنبا
باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي، الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العِلمي، الأنبا
صموئيل أسقف الخدمات، الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف، القمص صليب سوريال بالجيزة،
القمص بولس بولس بدمنهور، القمص عبد المسيح ثاؤفيلس النخيلي بمصر الجديدة، والقمص
بولس باسيلي بشبرا، الذي كان منبهراً بشخصيته وعِلمه وكتب له مرّة خطاباً يعبّر فيه
عن مشاعره نحوه نقتطف منه ما يلي:
سيدي
الفاضل وأستاذي المحبوب كامل أفندي
لأول
مرة أكتب إليك معبراً عما يخالج نفسي من شعور خالص فياض نحو شخصك المحبوب، ولعلها
أسنح الفرص لإظهار هذا الشعور الكامن في طيات قلبي المكبوت بين جوانحي منذ سنوات..
فكم وقفت عنكم مدافعاً، ولكم تكلمت فيكم مادحاً، لأني التمست فيكم عين ما أقول،
فحقاً في عِلمك لمست غزارة، وفي آرائك وأفكارك رأيت حرية طالما تعجبت منها ودهشت لها،
ذلك لأنك لا تقول إلاَّ ما تعتقد.. هذا ما اختبرته خلال تلمذتي لكم، وإن كانت هذه
هي الفائدة الوحيدة التي أخرج بها من المدرسة فكفى بها.
خطاب من الأنبا غريغوريوس يُظهر
أستاذي
المحترم الجليل.. أحييكم بأدب التلميذ الذي يقدّر فضل أستاذه، وأبعث مع
تحياتي خالص مودتي ووفائي وإخلاصي، متمنياً لحضرتكم صحة وافرة ونعمة سابغة وقوة
إلهية للنجاح المطرد في مشروعاتكم الناجحة بنعمة الله وصلوات الأطهار القديسين.
أما بعد، فقد كُلفت باجتماع حضرات الأساتذة جميعاً أن أبعث إليكم لأرجوكم متوسلاً
أن تتفضلوا بسرعة القيام لطرفنا، لأنّ الكلية الإكليريكية ستفتح أبوابها يوم
الاثنين (9 أُكتوبر) للبدء في الدراسة مباشرة بعد فراغنا من الامتحانات... رجائي
الحار إلى حضرتكم بالتفضل بقبول توسلي إليكم، ولعل حضرات الأساتذة يثقون في أنّ
رجائي سينال منكم القبول، ولهذا كلفوني بهذه المهمة الشريفة، فأتعشم أن تشرفني ولا
تحرمني من هذا الشرف.
تلميذكم المحب
لكم
وهيب عطا الله (الأنبا
غريغوريوس)
5/10/ 1950م
الـزواج والأسـرة
والدعوة للكهنوت
لم يكن الأستاذ كامل لديه ميول للحياة
الرهبانية، لكنه أحب حياة البتولية، وكانت رغبته أن يكرّس نفسه للعلم بعيداً عن
الكهنوت والرهبنة، لكنَّ أراخنة القوصية رشحوه للكهنوت وعندما اعتذر طلبوا من نيافة
الأنبا أغابيوس الأول مطران ديروط وصنبو وقسقام (1929- 1964م) أن يقنعه، فتكلم معه
وأقنعه بأنّ الكهنوت يجمع بين الحياة الزوجية والخدمة الكنسية، فوافق وتزوج بأولجا
يني مجلي عام (1952م) وأنجب: كامل الذي صار كاهناً ثم قمصاً باسم: القمص
بولس، على مذبح كنيسة مار يوحنا المعمدان بالقوصية، ناجي ويعمل بالإدارة
الصحية، ماري وتعمل بوزارة الصحة.
نعمة الكهنوت
لقد أصبح كامل أفندي
كسحابة بيضاء، تظهر بوضوح وتتعاظم ثم أخذت تتصاعد حتى ملأت وجه السماء، وها هي
تنسكب كقطرات ماءٍ لتروي أزهار الكنيسة، فقد اتجهت
سفينة حياته نحو شاطيء الكهنوت ليكون خادماً للمذبح،
ففي
(25/8/ 1953م) يقف
المعلم القدير كامل متى أمام الهيكل منسحقاً، وفي اتِّضاع يحني رأسه تحت يد الأنبا
أغابيوس الأول مطران ديروط وصنبو وقسقام لتتهلل القلوب فَرِحَة، وبعد الرسامة تنطلق
الألسنة شاكرة ومهنئة الكاهن المهيب القس ميخائيل متى كاهن
كنيسة مار يوحنا بالقوصية، وبعد عام ترقى قمصاً بيد نيافة الأنبا أغابيوس..
خدمات وأنشطة
بخُطوات حثيثة كان
القمص ميخائيل متى، يسير في الحواري المتعرِّجة اليابسة بجمود الليل الخالي من
الندى، ليفتقد الناس ويحل مشاكلهم، وينهي النزاعات بينهم، فمنذ سيامته
اهتم بالعمل الرعوي، واهتم أيضاً بالوعظ والتعليم وكتب مقالات كثيرة في المجلات
الدينية مثل: مدارس الأحد واليقظة والمحبة، ولم يُهمل التعمير متبعاً قول السيد المسيح:
" يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا
هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ " (مت23:23)، فجدد ووسع كنيسة
مار يوحنا المعمدان وأصبح لها منارة عظيمة، وأسس مدرسة إبتدائية تابعة لجمعية
السيدات القبطية، أُغلقت بعد ذلك لتدخُّل وزارة التربية والتعليم في إدارتها،
ووضعْ شروط رفضها القمص ميخائيل.
وعندما رأى أنّ
الطلبة والموظفين غير قادرين على الصلاة وحضور قداس الأحد، أسس عام (1975م) مذبحاً
باسم الأنبا أبرآم بكنيسة مار يوحنا، وبدأ يصلي عليه قداساً في العُطْلة الرسمية
يوم الجمعة، وقد كان هذا الموعد جديداً، فالسائد في الكنائس في ذلك الوقت كان قداس
يوم الأحد فقط.
التجربة القاسية
في عام (26/10/ 1967م) انتقلت زوجة القمص
ميخائيل، فتحمل أعباء الأسرة وألم الفراق وظل اثنين وثلاثين سنة أرملاً! ولكنّ
المؤمن كالورقة الخضراء لا يسقط من شجرة الفضيلة مهما هبت العواصف، والرجاء نافذة
مهما صغر حجمها فإنّها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة، وهذا ما حدث مع القمص ميخائيل
عندما اهتم بتربية أولادهن وازداد نشاطه، وكرّس وقتاص أكثر لأبحاثه.. بعد وفاة
زوجته، فعلّمنا بحياته كما علّمنا بعظاته، أنّ الكاهن الفاضل هو من يخدم ليرسم
ابتسامة ويمسح دمعة ويخفف ألماً!
التدريس بإكليريكية
الدير المحرق
عندما
افتتح قداسة البابا شنودة فرعاً للكلية الاكليريكية فى الدير المحرق عام (1973م)،
كلف القمص ميخائيل متى بتدريس مادة العهد القديم وجغرافية الكتاب المقدّس، فكان
يقرأ سفر إشعياء النبي ويشمل ستة وستون أصحاحاً، قبل أن يذهب إلى الإكليريكية
ليُلقي محاضرة على الطلبة عن هذا السفر العظيم! وبعد سنوات قام بتدريس مادة الوعظ
النظري والعملي، ليتعلم الطلبة فن الوعظ من واعظ قدير قيل: إنّه حضر في يوم ثلاثة
جنازات، فوعظ ثلاث عظات مختلفة لم يكرر فيهم عبارة أو آية! فتعجب شخص كان يرافقه
فسأله: لماذا لم تكتفِ بعظة واحدة وتكررها؟ فكان جوابه: عظات الجِنَّازات تُقاس بالميزان،
فلكل منتقل ما يناسبه من كلمات تعزية لأهله
ومحبيه..
هذا
وقد ظل القمص ميخائيل متى يعلّم في الإكليريكية حتى آخر أيامه، وكان الطلبة
يهابونه لغزارة عِلمه وقوة شخصيته..
الأنبا
غريغوريوس يمدحه
أرسل رجل مسيحي من شعب القوصية خطاباً لنيافة
الأنبا غريغوريوس بخصوص موضوعات شخصية، فكان هذا رد نيافته عليه في جريدة وطني
صباح الأحد (3/2/ 1980م): أرى أن تذهب
لمقابلة الأب الموقر القمص ميخائيل متى كاهن كنيسة مار يوحنا المعمدان بالقوصية،
وتعرض عليه هذه الأمور، وتستأنس برأيه، فإنّ الأب القمص ميخائيل متى رجل حكيم ومحنّك
وذو خبرة واسعة.. أثق كثيراً في حكمته وخبرته وأصالة رأيه، ومن الخير لكم أن
تنتفعوا بمشورته، وهو أب روحي متميز، وسيعطيكم بنعمة الله الرأي السديد.
مواقف في حياة
القمص ميخائيل متى
تميّز
القمص ميخائيل متى بشخصيته القوية وجراءته، فقاد معارك صحفية فى الأربعينيات ضد
المجلس الملي دفاعاً عن قضايا كنسية، وأرسل للرئيس جمال عبد الناصر والمسئولين،
يطلب أن يتساوى دور العبادة بين الكنيسة والجامع من حيث مجانية الكهرباء والماء،
وتمت الموافقة على طلبه!
وكان
عالمنا الجليل شخصية متقدة الفكر ومتسعة الأفق، فكان يدير كثيراً من الحوارات العقائدية
مع رموز الكنائس غير الأرثوذكسية، مدعماً آراءه بآيات من الكتاب المقدّس، فصار
موضع ثقة وتقدير واحترام من الجميع، وكان عضواً بارزاً ومؤثراً في حوارات مجلس
كنائس الشرق الاوسط.
واهتم
بالنشاط الثقافي، فعقد ندوة الأربعاء في السبعينيات وحاضر فيها شخصيات دينية
وثقافية.. وألقى القمص ميخائيل متى عدة محاضرات هي: أصل الإنسان، التثليث والتوحيد،
الكتاب المقدّس، موسى والمسيح، رحله بني اسرئيل.
الكاهن الناجح
كما يراه القمص ميخائيل متى
عندما
سُئل ما هي سمات الكاهن الناجح؟ أجاب القمص ميخائيل موجهاً كلامه للكاهن:
1-
الكهنوت خدمة فارتبط برعيتك
2-
إجعل الكنيسة موضع اهتمامك الأول
3-
أعطِ الكرامة لمن له الكرامة، واحترم قادتك وأبناءك
4-
كن ملتزماً في الطقوس والتعليم بقوانين الكنيسة
5-
تسلح بالعِلم، اقرأ في الكتاب المقدّس وكل المجالات
6-
لا تجامل أحداً على حساب الحق
7-
كن قدوة في كل شيء واخضع لرئاسة الكنيسة
النياحــة
ذهب
ربيع العِلم بعبير نسماته، وجاء خريف الموت ليسقط ثمرته، فبعد حياة
تتلخص في كلمتين: الوعظ والتعليم مرض القمص ميخائيل ودخل مستشفى الزهراء
بأسيوط لإجراء عملية في البروستاتا، فحدث نزيف حاد تنيح على
أثره صباح الأحد (3/10/ 1999م)، ليكلل بإكليل الحياة الذي لا يفنى،
وقد نُقل الجثمان إلى بيته فحضر الكهنة وألبسوة الحلة الكهنوتية، ووضعوه في
الصندوق المعد له، وساروا به في جنازة مهيبة إلى كنيسة مار يوحنا المعمدان، وتوافد
الناس لإلقاء نظرة الوداع وتعالت أصوات البكاء مع أصوات
الأجراس فقد رأوا القلب الذي لم يهدأ متوقفاً، والواعظ المفوه لا يعلّم، وفي صباح
الاثنين رأس الأنبا توماس أسقف القوصية القداس الإلهي وشاركه الأنبا تيموثاوس أسقف
الزقازيق، وبعد القداس بدأت صلاة الجِنَّاز التي شارك فيها الأنبا ساويرس رئيس الدير
المحرق والأنبا برسوم أسقف ديروط والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص وحضرت وفود من الكهنة
والطوائف المسيحية.. وبعد الصلاة وُضع الجسد بمدافن العائلة بمنطقة الدير المحرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق