مرحباً بكم في مدونة الأب الراهب كاراس المحرقي وهى تحتوي علي كتبه وعظاته وقداسات وألحان وقصص بصوته وبوربوينت من أعماله وصور متحركة وفوتوشوب من تصميمه وكثير من الخدمات المسيحية وتأملات روحية
الأخبار

السبت، 8 ديسمبر 2018

ربي يسوع




ربي يسوع

أريد أن أُحبَّك قبل أن أطير وأرتمي في حضنك، كيف أعيش معك إلاَّ إذا كنت من الآن أُحبّك؟! فإن كان الشوق إلى حُبّك عذباً هكذا فكم يكون عذوبة امتلاكه؟!


قالت " قطعة الجليد " وقد مسّها أول شعاع من أشعة الشمس فى مستهل الربيع: أنا أُحب وأنا أذوب وليس فى الإمكان أن أحب وأوجد معاً!! فلابد من الاختيار بين: وجود بدون حُب وهذا هو الشتاء القارس، وحُب بدون وجود وهذا هو الموت فى مطلع الربيع، وها أنا أريد أن أذوب فى ربيع حياتى، حُبّاً فيك يارب ورغبة فى خلاص إخوتى، فهل أستطيع أن أحمل قارورة حُبّي عالياً لأقطرها بلسماً على جراح البشرية؟!

أنا لا أُريد من الحياة سوى أن تطبع صورة حُبّك على شمع قلبي، لكى يرى الناس جمالك ويتقدسون عندما ينظرون إلىٍ ضعفى، أريد أن يتنسموا رائحة البر والتقوي في حياتى فاغرسني وردة صغيرة فى بستان الحُب الإلهي، إجعلني عصفوراً صغيراً يخلب بتغريده مسمعك، ولا تدع ضباب العالم يحجب سماء حُبّك عني، أو رياح الشـر تُحرّك المياه الساكنة التي يتحرّك فيها زورق حياتي!
أؤمن أنَّ قلبي صحراء جافة، ولكنَّك وسط الصحراء القاحلة كنت تختلي على قمم الجبال لتُصلّي، وكأنّك تمسك بيدك السماء والأرض لتجمعهم فى ذاتك، فمد يدك إلىّ وأصعدني من وحل الأرض، لأنّي أُريد أن أكون بقلبي قريباً من عرش حُبّك.

سوف ألقى أزهاري لأُعطّر بأطيابها عرشك الأقدس، فاجمع ورودي المنثورة وقدّسها بين يديك الطاهرتين، وألقها على مذبح الحُب، لكي تفوح رائحتها أمام مجدك! إسمح لي يا رب أن أُحدّق في شمسك النورانية، لا لكي أحترق بل لأستدفئ بأشعة حُبّك، حتى أطرد من قلبي برودة العالم.

من الآن لا أخاف الهواء ولا المطر، وإذا أتت سُحب كثيفة تحجب كوكب الحُب عنى، سأفرح ولن أفقد ثقتي في حُبّك، لأنّي أعلم أنَّ وراء السحب لا تزال شمسك الجميلة مضيئة، وستسطع بعد قليل لكي تبددها بأشعتها الذهبية!

أعلم أنّك تُحِبّني ولكنى لازلت ألهو بعيداً عنك، وها أنا الآن أتألم، لقد تألمت قطعة النسيج من نول النسّاجين، وهى الآن تُريد أن تزداد جمالاً، بأن تطوف بها بألوانك الجميلة وريشة حُبّك الطاهرة المغسولة بماء السماء لترسم صورة من تُحِبّه نفسي، فأنا لا أريد إلاَّ رسم الحُب حتى تتقدّس النفوس برؤياك! فاسمح لي أن أُترجم أشواقي ومشاعري، وأكتب للنفوس التائهة أسرار حُبّك، حتى يأتوا إليك ويتمتَّعوا بحُبّك مثلي!


ليست هناك تعليقات: