بابا نويل (القديس نيقولاوس)
بابا نويل Noël كلمة فرنسيّة، وفي أمريكا يُسمُّونه سانتا كلوزSanta Claus ، فهو القدِّيس نيقولاوس أسقف ميرا جنوب تركيا، والذي ارتبط اسمه بعيد الميلاد، وأصبح من أشهر الشخصيَّات التي تتردّد
على الألسنة في احتفالات االكريسماس.
وتعترف كنيستنا بقداسة القدِّيس نيقولاوس، وتحتفل بعيد نياحته في اليوم
العاشر من شهر كيهك.
النشأة
والميلاد
كان في مدينة ميـرا " Myra " رجل اسمه إبيفانيوس واسم زوجته تونة، جمعا إلى الغنى الوافر الكثير من مخافة الله ومحبته، والعطف على الفقراء.. ولم يكن
لهما ولد حتَّى شاخا، لكنَّ الله تحنَّن
عليهما ورزقهما نيقولاوس، ومعنى اسمه:
الشعب المنتصر، فملأ قلبيهما فرحاً وعزاءً، وكان هذا الحدث السعيد حوالي سنة
(275م)
الرتب
الكنسية
امتلأ نيقولاوس بالنعمة الإلهيِّة منذ طفولته، وتعلّم منذ حداثته علوم الكنيسة، فرُسمَ شمَّاساً، ثم ترهّب في ديرٍ كان ابن عمَّه رئيساً لرهبانه، فعاش حياة النسك
والجهاد والفضيلة، حتَّى رُسمَ قسَّاً وهو في التاسعة عشرة من عمره، وقد أعطاه الله
موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي.
وحدث لمَّا تنيح
أسقف ميرا، أن ظهر ملاك الرب في حلم لرئيس الأساقفة
وأعلمه بأنَّ المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس، لمحبته وكثرة فضائله، ولمَّا
استيقظ أخبر الأساقفة بما رأى فصدَّقوا الرؤيا، وعلموا أنَّها من السيِّد المسيح،
وقد كان! وصار نيقولاوس أسقفاً على ميرا.
أعمال
الرحمة
كان القدِّيس نيقولاوس قد ورث عن والده مبلعاً من المال، وكان رجل غني بمدينة
ميرا، فقد ثروته ولم يعد يملك قوته اليوميّ، وكان له ثلاث بنات
قد جاوزن سن الزواج لسوء حالته، فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل في أعمال قبيحة، ولكنَّ الرب قد كشف
للقدِّيس نيقولاوس ما اعتزم الرجل أن يفعله، فأخذ مبلغاً من المال ووضعه في كيس،
وتسلّل ليلاً دون أن يشعر به أحد وألقاه من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل وفرحته
عظيمة عندما وجد الكيس، فزوّج بالمال ابنته الكبرى.
وفي ليلة أُخرى كرّر القدِّيس عمله وألقي بكيس ثانٍ من نافذة المنزل، واستطاع
الرجل أن يُزوّج ابنتة الثانية، وفي المرّة الثالثة ما أن شعر الرجل بسقوط الكيس، حتَّى أسرع خارج المنزل ليري من الذي
ألقاه، فلمَّا عرف أنَّه القدِّيس نيقولاوس، خر عند قدميه وشكره كثيراً، لأنَّه
أنقذ بناته الثلاثة من الضياع، أمَّا هو فأمرهم أن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه
عذاباته
وسجنه
ولمَّا
قبض ديقلديانوس على جماعة من المؤمنين، وكان القدِّيس نيقولاوس يُعتبر رئيس
المسيحيين في المدينة، ويعظ ويعلِّم الشعب حقائق الإيمان بشجاعة، قبض عليه الوالي
أيضاً وعذَّبه كثيراً، لكنَّ الله أنقذه ليكون غصناً كبيراً في شجرة الإيمان، ولمَّا
ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان يكتب إلى رعيَّته
ويشجِّعهم ويثبّتهم على الإيمان.. وقد ظل في السجن إلى أن مات دقلديانوس.
وحدث عندما مَلَك الإمبراطور قسطنطين البار، أن أطلق سراح المسجونين ومن بينهم القدِّيس
نيقولاوس، الذي عاد إلى كرسيِّه، وقد حضر هذا الأب مجمع نيقية سنة (325 م) لمحاكمة أريوس الذي
أنكر لاهوت المسيح.
نياحته
وشهرته
لمَّا أكمل القدِّيس نيقولاوس أيامه، انتقل إلى الرب ودُفن فى
ميرا، وكانت أيام حياته تقترب من الثمانين عاماً، منها
حوالى أربعين سنة أسقفاً، وأول من كتب
سيرته بتوسُّع، هو القديس سمعان المترجم حوالي (913
م) وكان مثوديوس بطريرك القسطنطينية، قد دون عنه
قبل ذلك سيرة مختصرة حوالي سنة (840 م)
وفي عام (1823م) كتب الشاعر الأمريكي المعروف كلارك موريس " Maurice Clark " قصيدة
بعنوان: " الليلة التي قبل عيد الميلاد "، فعرف الناس بابا نويل أكثر، وسنة (1881م) قام الرسَّام الأمريكي توماس نيست
" Thomas Nast " في جريدة هاربرس، برسم بابا نويل ببدلته الحمراء الجميلة، وذقنه
البيضاء الطويلة، وحذائه الأسود اللامع ومن وقتها انتشر بابا نويل في ثوبه الجديد.
ومع تغيُّر المكان لم يرسموا الحمار الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب،
بل زحافة على الجليد يجرّها ثمانية غزلان مميزة الشكل، يُطلق عليها حيوان (الرنّة).
كنيسة القدِّيس
نيكولاس في ميرا
في عام (530م) بنى الإمبرطور البيزنطي
يوستنيانوس كنيسة على اسم القدِّيس نيكولاوس في ميرا بالقسطنطينية، ولكن الكنيسة الحالية
أُعيد بناءها ابتداء من القرن الثامن.
وفي عام (1087م) سُرقت عظام القدِّيس نيقولاوس،
بواسطة قراصنة من باري الإيطالية، وعادوا به إلى بلادهم حيث ما يزال إلى اليوم في كاتدرائيّة
باري جنوب إيطالية.
وفي مصر كنيسة باسم القدِّيس نيقولاوس، في مدينة
بنها بمحافظة القليوبيّة، تتع إيبارشيّة بنها وقويسنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق